عاملات الفنادق صورة عن قرب

لقاء اجرته (اقبال صلال)  لجريدة الغد الاشتراكي

كان لي لقاء مع إحدى العاملات في الفنادق المصنفة (فنادق الدرجة الاولى) في بغداد وهي العاملة (م .ط ) لديها ظرف اجتماعي خاص اجبرها على ترك الدراسة والبحث عن فرصة عمل تسد من مردودها متطلبات الحياة مثل السكن والأكل واللبس وغيرها من الاحتياجات الحياتية..

وقد سألتها مجموعة من الاسئلة:

الغد الاشتراكي: كيف حصلتي على هذه الفرصة؟! ارى من الجيد انكِ تعملين في مثل هذا البرج كما يسميه البعض( VIP ) اي انه من فنادق الدرجة الاولى وللضيوف المميزين في بغداد وأغلب رواده من الوافدين الاجانب وغير العراقيين . لذلك فإن مردوده المالي عالي جدا ؟

م .ط / لقد حصلت عن طريق الصدفة على هذه الفرصة فقبل ذلك كنت اعمل عند احد متاجر الملابس ومن خلال احدى الزبونات التي يعمل احد اخوتها هنا في هذا الفندق حصلت على هذا العمل وحظيت بالفرصة هذه.

الغد الاشتراكي : وكيف تشعرين هنا، اكيد مرتاحة وراتبك ممتاز ؟

م. ط:  لا ممتاز ولا “بطيخ” نفس المعاناة اينما ذهبت فالظاهر قضية الاستغلال من متطلبات اصحاب العمل واين نذهب تبقى نفس المعاناة ؟

الغد الاشتراكي: ماذا تقصدين بالاستغلال ،هل يوجد تحرش او استغلال من نوع اخر؟

م. ط.: اجابت بحسرة وابتسامة حزينة ( كلشي موجود) ، اثناء الحوار  نادى عليها احد الزبائن غير العراقيين ويبدو عليه الترف والغنى . ولاحظت انه وضع بيدها شيئا على الاغلب انه عملة نقدية . غادر الرجل بعد ان تمنت له السلامة وعادت ، فسألتها:

الغد الاشتراكي: ماذا اعطاكٍ؟

م. ط: اجابت. بقشيش.

غ . أ : هذا جيد أليس كذلك؟.

ردت بضحكة ساخرة

م.ط : جيد؟ هذا ليس لي !

غ . أ : لمن اذا ؟؟

م. ط:  ان ادارة الفندق تراقب بالكاميرات اي عامل يستلم اكرامية من اي زبون وان لم يسلمها الى الادارة يُعاقب او ربما يطرد من العمل !

– عجييب لماذا!!!

م . ط : لأنهم يأخذوها ويضعونها في صندوق ونهاية كل شهر يوزعون جزء منها على العمال ويأخذون القسم الاكبر !.

الغد الاشتراكي: ولماذا لا تعترضين ؟؟

م. ط: اعترض على من ، على الإدارة ؟ كي يطردوني في الشارع وابدأ بالبحث عن فرصة عمل !!

وأضافت قائلة : ليس هذا فحسب، انا اعاني من مسألة الالتزام بالدوام ، فالإدارة تحاسبني على التأخير الذي يصادف احيانا بسبب الازدحامات المرورية ، او عندما اتعرض لوعكة صحية واتغيب عن الدوام ليوم واحد ، فهم مباشرة يستقطعون من الراتب دون مراعاة اي ظرف.

غ . أ :  وهل هذا التعامل يشمل الجميع؟

م . ط : اجابت ضاحكة، بالطبع كلا!  كيف يحصل ذلك؟ هم يعرفون  كل الفتيات اللواتي لديهن ظروف اجتماعية ضعيفة ولا يستطعن مواجهة المشاكل فيحاولون استغلالهن ابشع استغلال ، فمثلا معنا فتاة من احدى المحافظات ، وهذه المسكينة لديها ظرف صعب جدا ولا تستطيع ان تواجه اي مشكلة نظرا لحالتها الصعبة وما ان عرفوا بذلك بدأوا يعاملونها باستحقار وإذلال والمسكينة مكسورة الجناح لاحول ولا قوة، تسكت عن اسوء المعاملات وهي الاكثر معاناة من قضية التحرش الجسدي.

الغد الاشتراكي: طيب لماذا لا تشكي للإدارة ؟

م . ط: ردت وهي ضاحكة، الإدارة!!! كادر الإدارة الذي يبادر بالتحرش ولا نعرف الى من نشتكي.

وانهت العاملة حديثها بالقول: يا عزيزتي نحن نعيش في غابة مملوءة بالكواسر والوحوش البشرية والغلطة الكبرى اننا خلقنا اناث فلا نعاتب احد على هذا البلاء الذي ابتليناه به، لا القانون يحمينا ولا الشارع يرحمنا ولا المجتمع يعترف  بحقنا كبشر . لمن نشتكي؟!

الغد الأشتراكي : معك حق.

عن Albadeel Alsheoi

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الانتخابات البرلمانية لحكومة إقليم كوردستان؛ إفلاس سياسي وتعزيز للرجعية

بيان منظمة البديل الشيوعي في العراق انطلقت، منذ عدة أيام، الحملة الانتخابية للدورة السادسة للانتخابات ...

في الذكرى السنوية الخامسة لانتفاضة أكتوبر 2019

شعار (كل السلطة للجماهير المنتفضة) مؤيد احمد تنويه للقراء الأعزاء؛ تاريخ الصورة المرفقة هو يوم ...

الغد الاشتراكي العدد ٤٢

   

حول إرهاب النظام الإسرائيلي في لبنان وبلدان المنطقة

بيان منظمة البديل الشيوعي في العراق يمر ما يقارب من عام كامل على حرب الإبادة ...

تعديل قانون الأحوال الشخصية 188! لماذا؟ الإسلام السياسي  والرعب من الثورة البروليتارية

مؤيد احمد منذ  فترة  وان تيارات وأحزاب الإسلام السياسي الشيعي الحاكمة في العراق وتحديدا تلك ...