طارق فتحي
من أكثر البلدان التي عانت التمييز العنصري على يد المستعمرين الأوروبيين، كنا دائما نسمع عن نظام “الابارتيد” او الفصل العنصري، الذي سنه البريطانيون في جنوب افريقيا، نظام سمح للأقلية البيضاء فقط بحكم جنوب افريقيا والهيمنة عليها منذ العام 1948 حتى الغائه عام 1990، كان هذا النظام، أي نظام الابارتيد، من أسوأ ما سنته الدول الأوروبية الاستعمارية، والذي قسم البشر على أساس العرق واللون، وجنوب افريقيا لديها تاريخ مؤلم، لأنها كانت التجربة الأولى لهذا النظام.
نظام الابارتيد هو ذاته المطبق في فلسطين، فإسرائيل ذلك المخلوق الأوروبي والامريكي الجديد، كان قد استوطن فلسطين، وبدأ يعامل الناس على أساس الدين والعرق، وقد بنى اسوارا وجدرانا ضخمة عازلة بينه وبين الفلسطينيين، انه لا يعتبرهم بشرا، بل “حيوانات بشرية” كما قال غالانت؛ وإسرائيل هذه ما زالت تستولي على الأراضي الفلسطينية بدعم غربي واضح، وهو ما يذكرك بإحدى مواد نظام الابارتيد الغربي والتي تقول: “يمنح السود سكان البلاد الأصليين حوالي 13% من مساحة البلاد فقط هي المحميات الخاصة فيهم. ومنع السود من شراء أي أراضي خارج المحميات”. لاحظ التعامل ذاته.
عدّت جنوب افريقيا ان ما يحصل في غزة هو حرب إبادة تقوم بها إسرائيل، وهي الدولة الوحيدة التي قالت ذلك علانية وبشكل واضح، بعدها قامت برفع دعوى الى محكمة العدل الدولية، وطالبت بإدانة إسرائيل وإيقاف الحرب ومحاسبة القادة الإسرائيليين، وهو ما تخاف منه إسرائيل والدول الخالقة لها، فهي امام العالم “دولة ديموقراطية”، واذا ما حصل وادينت، فان “سمعتها الديموقراطية” ستذهب الى الحضيض.
المحكمة الدولية لم تدن أي من قادة إسرائيل المجرمين على مدى تاريخها، بسبب ان هذه المحكمة هي أيضا أداة بيد القوى الغربية، الجميع يدرك ذلك، بما فيهم جنوب افريقيا، لكنه شيء جيد ان تقدم مثل هذه الدعوى، حتى يكتشف العالم “هشاشة وهزال وسخافة النظام العالمي الغربي”.
شكراً جنوب افريقيا على ما تفعلينه، ويبقى قادة “القومية العربية”، وقادة دول الإسلام السياسي، يبقى هؤلاء ينبحون مثل “كلاب جبانة”، يلوح لها بلينكن ونتنياهو بالعصا والجزرة.